أدت العولمة إلى انهيار الحدود والتخوم. سلوك المستخدم والنزعة الاستهلاكية في حالة تغير مستمر. التقارب الرقمي والاضطرابات التكنولوجية يعملان على إنشاء نماذج أعمال جديدة. ومن المقرر أن تحوّل الرقمنة طريقة عملنا وتواصلنا وحياتنا تمامًا. إن عالمنا يتغير.
لحسن الحظ لصالحك، لم يكن هناك أبدًا وقت أفضل للتفكير في مسيرة مهنية في مجال التكنولوجيا. من خلال فرص وتنوع واسع للأدوار والتخصص هنا، يبدو المستقبل مغريًا.
لكي تكون متنافسًا في عصر الرقمنة، يتعلق الأمر بإتقان وتطوير بعض المهارات الأساسية القوية اليوم كما كانت موجودة أمس، وسوف تحدث غدًا.
المهارات القوية تدوم طوال العمر
بعض الكفاءات عُينت للحاجة إليها الآن، ولن يُستغنى عنها خلال 50 أو 100 سنة من الآن.
فمثلاً، أن تكون متصلاً ومتكلمًا جيدًا، مهارة لا يمكن أن تصبح من الماضي أبدًا. قدرتك على توصيل المفاهيم أو الأفكار أو الاحتياجات أو الأهداف بكفاءة هي مهارة ستعزز وتدعم فرص نجاحك والقدرة التنافسية بصرف النظر عن دورك أو القطاع الذي تنتمي إليه. وترتبط مهارات الاتصالات القوية سواء الأصلية أو المكتسبة أو المتطورة، ارتباطًا وثيقًا بكفاءة أساسية أخرى هي: التعاون.
سواء كنت تعمل في فريق، أو وجهًا لوجه مع الزملاء أو العملاء، أو افتراضيًا عبر الحدود والمناطق الزمنية، فإن القدرة على التعاون – لتبادل الأفكار والترحيب بمناهج جديدة هو أمر حيوي لنجاحك مهنيًا؛ وكذلك لقدرتك على التعلم والنمو في مسيرتك المهنية.
سمة أخرى ستُبرز قدرتك على النجاح. من مميزات الأشخاص الأكثر نجاحًا، القدرة على العمل في ظل التعقيد – بصرف النظر عن مدى صعوبة أو استحالة التحدي، فإنها تضع الأفراد في مكانة مختلفة. كما تفعل القدرة على التعلم من الأخطاء وعدم الخوف منها.
بطبيعة الحال، تعزز المعرفة غالبية ما نقوم به، حيث تتطلب الاستعداد للتعلم. يحتاج بناء المعارف إلى وقت وتفانٍ. وهي منطقة مهارات أساسية من غير المرجح أن تتغير اليوم وغدًا.
الاستعداد لعالم مترابط بصورة أكبر
ما المواصفات التي يعتقد الخبراء أنك ستحتاج إلى صقلها وتحسينها بينما نتطلع إلى ميدان عمل مستقبلي وعصر إنترنت الأشياء؟
مدير تطبيقات المشروعات في مؤسسة Teach For All نيكولاس إينّا، لنتعرف منه على ما يحتاجه موظفو المستقبل للحاق بالركب والحفاظ على قدراتهم التنافسية.
بينما الآن تنحصر نظرة المستقبل في معدلات النجاح والفشل، إلا أن السيد إينّا يرى أن هناك بعض المهارات لا تستغني عنها تحت أي ظرف.
يقول السيد إينّا "إن التمتع بعقل منفتح والاستعداد للتعامل والتكيف مع التحديات يمثلان لأي فرد أساسًا للقوى العاملة في المستقبل. لا يتعلق التحول بالجانب العقلي فقط، بل يمتد أيضًا إلى الجانب المادي كالحواجز بين الأشخاص والآلات. فأصبحت العلاقات بين الأشخاص والآلات وثيقة أكثر فأكثر – وانتشرت التكنولوجيا القابلة للاستعمال بالفعل، وستتلاشى الحدود بيننا بشكل متزايد.
ويضيف السيد إينّا: "إن السرعة والمبادرة يحتلان درجة كبيرة من الأهمية". إن القدرة على العمل دون قيادة مباشرة وإتقان المفاهيم الجديدة والبيانات الجديدة - لتصبح، حسب وصف إينا، "من الخبراء ذوي القدرة المتوسطة في أنواع مختلفة من البرامج أو الأنظمة الأساسية" - أصبحت إلى حد كبير ضرورية في ظل تسارع وتيرة الابتكار.
ومن بين المهارات الأساسية تحليل البيانات والقدرة على التقييم – وفي الحقيقة إننا نشهد بالفعل الدليل على ذلك في أماكن العمل الحالية. وفي المستقبل، حسب قول إينّا، لا يتوقع سوى زيادة هذا الأمر في ظل "ضبابية البيانات" المطلوب التنقل بينها.
وربما تتساءل، ماذا يمكنك أن تفعل اليوم، في الزمان والمكان الحاليين، لتستعد إلى مستقبل العمل؟
البدء في البناء
تقول خبيرة الابتكارات سارة ميلر كالديكوت "ابدأ من الآن التفكير في المهارات التي تحتاجها في المستقبل". فهناك أمور كثيرة يمكنك فعلها للبدء في تسليح نفسك للمستقبل. إنها تحث الطلاب والمديرين التنفيذيين المحنكين على حد سواء على الجلوس والنظر في مجموعات المهارات:
- تحديد المجالات التي قد تريد تحديثها أو البناء عليها
- تحديد المهارات التي قد ترغب في اكتسابها
- التعرف على العمليات التي تساعدك في تبسيط عملك
إن تدعيم السيرة الذاتية بإمكانات وقدرات جديدة أو معرفة جديدة أصبح أسهل من أي وقت مضى. فاكتساب المعرفة أصبح حقيقةً بين أصابعك بفضل الإنترنت.
وعلى الرغم من أنك تعمل على تقسيم ودراسة هذه المعرفة، إلا أن المستقبل يتشكل الآن. لقد حان وقت بدء التفكير في الشكل الذي ستكون عليه حياتك المهنية في عصر الرقمنة. في سعيك نحو النجاح في حياتك المهنية في المستقبل، اعلم أن التكنولوجيا ستتداخل وتتشابك أكثر وأكثر في جميع المجالات والمناصب الوظيفية.